عزّابة، سكيكدة – شهدت المدرسة الوطنية العليا في العزّابة بولاية سكيكدة، أمس ، وقفة احتجاجية نظمها المدرسة العليا، للتعبير عن غضبهم واستيائهم الشديدين إزاء التدهور المستمر في ظروف الإيواء والنقل. وهدد الطلبة بمواصلة حركتهم التصعيدية ما لم تتدخل السلطات المعنية بشكل فوري وجذري لحل هذه المشاكل التي باتت تشكل عائقاً حقيقياً أمام تحصيلهم العلمي.
أزمة معيشية تضغط على التحصيل العلمي
تتمحور مطالب الطلاب المحتجين حول محورين رئيسيين يمسّان حياتهم اليومية بشكل مباشر، ويحولان دون توفير البيئة الأكاديمية المناسبة:
1. ملف الإيواء: نقص السعة واهتراء المرافق
يشتكي الطلاب المقيمون من نقص حاد في سعة الإيواء، مما يضطر عدداً كبيراً منهم إلى البحث عن سكن خاص في محيط المدرسة، وهو ما يُثقل كاهلهم وكاهل عائلاتهم مادياً.
كما تتفاقم الأوضاع داخل الإقامات الجامعية القائمة بسبب الاهتراء وسوء التسيير. يشمل ذلك:
تدهور المرافق الأساسية: تضرر شبكات المياه والكهرباء، ونقص التدفئة، بالإضافة إلى وضعية النظافة والأمن المتردية التي لا تليق بطلاب التعليم العالي.
خطر صحي: أكد الطلاب أن غياب الصيانة الدورية وانتشار النفايات يهددان بشكل مباشر البيئة الصحية للمقيمين.
2. مشكلة النقل: الاكتظاظ والتأخر المزمن
يُعدّ قطاع النقل بالنسبة للطلاب القادمين من مناطق بعيدة “شريان الحياة”، إلا أنهم يواجهون يومياً ما وصفوه بـ “المعاناة اليومية”:
الاكتظاظ غير المحتمل: تفوق أعداد الطلاب الطاقة الاستيعابية للحافلات المخصصة، مما يضطرهم إلى التنقل في ظروف غير إنسانية تليق بطلاب المدارس العليا.
التأخر المتكرر: عدم احترام مواعيد النقل يؤدي إلى تأخر الطلاب عن المحاضرات والأعمال التطبيقية، مما يؤثر سلباً على سير الدروس وتركيزهم الأكاديمي، خاصة في ظل نظام صارم للمتابعة والحضور.
نداء إلى وصاية التعليم العالي
أكد ممثلو الطلاب المحتجين أن الهدف من هذه الوقفة هو لفت انتباه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والسلطات المحلية بولاية سكيكدة إلى خطورة الوضع قبل أن تتفاقم الأزمة وتؤدي إلى تعطل شامل للعملية التعليمية.
وأشار المحتجون إلى أن المدرسة العليا هي صرح علمي يُفترض به تخريج كوادر متخصصة، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف في ظل بيئة تعيش تحت ضغط دائم بسبب مشاكل لوجستية بسيطة لكنها أساسية.
ويطالب الطلاب بحلول عاجلة تشمل:
زيادة فورية في أسطول النقل لتخفيف الاكتظاظ وضمان احترام المواعيد.
رصد ميزانية عاجلة لصيانة وتهيئة الإقامات الجامعية لتوفير ظروف إيواء لائقة.
ويترقب طلاب المدرسة العليا بالعزّابة استجابة رسمية ومسؤولة، مؤكدين أن حقهم في ظروف إيواء ونقل لائقة هو جزء لا يتجزأ من حقهم في تعليم ذي جودة.
