
عزابة، 14 يوليو 2025 – من المفترض أن يوفر حي 400 مسكن اجتماعي بعزابة إطارًا معيشيًا لائقًا لسكانه، لكنه اليوم مسرح لحياة يومية تعصف بها المضايقات ونقص فادح في النظافة. بين تراكم النفايات المنزلية، والإزعاج الليلي الناجم عن مباريات “البيبي فوت” المتواصلة، ونقص المساحات الخضراء، يعرب السكان عن يأسهم وشعورهم بالتخلي.
شوارع تحولت إلى مكبات نفايات مفتوحة
أول ملاحظة مقلقة تصدم كل زائر للحي هي الانتشار الواسع للنفايات. الأكياس الممزقة للقمامة تفيض من نقاط التجميع النادرة، متناثرة على الأرصفة وحتى في المساحات المفترض أن تكون مناطق لعب للأطفال. الهواء مشبع بروائح كريهة، جاذبة للقوارض والحشرات. تقول فاطمة، وهي أم لعدة أطفال: “هذا لا يُطاق. مهما بذلنا من جهود للحفاظ على نظافة شققنا، فإن الخارج كارثة. أطفالنا يلعبون وسط القمامة، وهذا عار على حي اجتماعي.”
هذا الوضع، بعيدًا عن كونه مؤقتًا، يبدو مستمرًا على المدى الطويل، بسبب عدم وجود جمع منتظم وفعال من قبل المصالح المعنية. القمامة التي لا تُفرغ لأيام، بل لأسابيع، تحول الحي إلى مكب نفايات مفتوح حقيقي، مهددة الصحة العامة للسكان، وخاصة الأكثر ضعفًا.
ليال بيضاء وأعصاب متوترة: آفة الألعاب الليلية
إذا كان النهار يتميز بانعدام النظافة، فإن الليالي ليست أكثر رحمة على السكان. يتجمع العديد من الشباب، بحثًا عن الترفيه، حول طاولات “البيبي فوت” المثبتة بشكل غير رسمي داخل الحي. المشكلة لا تكمن في النشاط نفسه بقدر ما تكمن في توقيته. يقول أحمد، وهو متقاعد يظهر على وجهه آثار التعب: “إنهم يلعبون حتى الثانية أو الثالثة صباحًا، وأحيانًا أكثر. صوت الكرات والمناقشات الصاخبة يتردد في كل أرجاء الحي. من المستحيل النوم بسلام.”
هذه الإزعاجات الصوتية الليلية المتكررة لها تأثير مباشر على جودة حياة السكان. نقص النوم المزمن يؤدي إلى التوتر، والعصبية، وصعوبة التركيز، مما يؤثر على الكبار والأطفال على حد سواء، وقد تتأثر نتائجهم المدرسية. محاولات الحوار مع الشباب تبدو بلا جدوى، ونداءات السلطات غالبًا ما تبقى دون استجابة.
نداء عاجل للسلطات المحلية
أمام هذا التدهور المقلق في الإطار المعيشي، يوجه سكان حي 400 مسكن بعزابة نداءً عاجلاً إلى السلطات المحلية. يطالبون باتخاذ إجراءات فورية من أجل:
ضمان جمع منتظم وكافٍ للنفايات وتركيب المزيد من نقاط التجميع المناسبة.
وضع حلول لتنظيم الإزعاجات الصوتية الليلية، ربما عن طريق تهيئة مساحات مخصصة للشباب أو تطبيق اللوائح المعمول بها بشأن الضوضاء.
الاستثمار في تهيئة المساحات الخضراء ومناطق اللعب الآمنة للأطفال، لتقديم بديل صحي للتجمعات غير الرسمية.
يستحق حي 400 مسكن اجتماعي بعزابة بيئة صحية وهادئة. ومن الضروري أن تتحمل السلطات العمومية مسؤولياتها لضمان حق المواطنين الأساسي في إطار معيشي لائق. إن التقاعس لن يؤدي إلا إلى تفاقم وضع حرج بالفعل، مع عواقب وخيمة محتملة على صحة ورفاهية مجتمع بأكمله.

